يراهن مراد حماداش مهندس معماري وخبير في التعمير ومستشار في النظام المعلوماتي وتسيير العقار والمدن على الرقمنة، على تغيير وجه المدن وحياة السكان وتخفيض الغلاف المالي المرصود للتهيئة العمرانية، بنسبة قد تصل إلى حدود 30 بالمائة، وبالموازاة مع ذلك، دعا إلى الإسراع بتطوير عملية تسيير السكان عبر تطبيق آخر تقنيات التسيير العمراني، على خلفية أنه عن طريق الرقمنة يمكن تسيير المدن والحظيرة العقارية الوطنية، وتوفير أدق تفاصيل المعطيات التي تحرص العديد من الدول على توفيرها من خلال الرقمنة.
اعتبر مراد حماداش، أننا، في المرحلة الراهنة، أمام ثورة رقمية جذرية مذهلة، ودعا إلى ضرورة استغلال الفرصة للإسراع بالذهاب إلى الرقمنة في تسيير المدن وحظيرة العقارات على وجه الخصوص، لأن الرقمنة تمكننا التحكم في الأحياء، ومنح كل المعطيات عن السكن، وهذا وحده ما يسمح لنا بالتسيير الجيد، أي لدى توفر شبكة من المعلومات عن مختلف أحياء المدن، وما يتوفر بها وما ينقصها، هنا فقط، يتسنى لنا التسيير الصحيح وتوفير كل المعلومات للمسير وصناع القرار.
وقال حماداش، إن الرهان على الرقمنة يعوّل عليه كثيرا في تغيير وجه الأحياء وحياة السكان وتحسينها للأفضل، لأنها تسمح بالوقوف على حجم ما يستهلكه السكان من ماء وكهرباء وغاز، من أجل ذلك، ينبغي التخطيط الجيد وفق إرادة قوية لتجسيد ذلك؛ لأن كل الأدوات والآليات متاحة في الجزائر سواء بشرية أو مادية، علما أن خبرة الجزائري مطلوبة حتى من طرف الأجانب، وعلى سبيل المثال، في كل من الأردن والغابون، لأنهم جد مهتمين بالرقمنة وتطوير عملية تسيير السكان لتطبيق آخر التقنيات في التسيير العمراني، لأن هذه الأدوات تسمح بالتسيير الجيد، لذا، ينبغي نقل كل المعلومات الموجودة على الورق بفضل مختلف التطبيقات المتوفرة.
وحسب تأكيدات الخبير، فإن حل أزمة السكن في التهيئة العمرانية يتحقق عندما تتوفر المعلومات والمعطيات للصرف الصحي والكهرباء والغاز والتزود بالماء، هنا فقط، يمكن معرفة إلى أين نتجه؛ فعندما نخطّط لإنجاز مشروع ألف مسكن ـ على سبيل المثال – ينبغي أن نفكر قبل إنجاز هذا المشروع فيما يجب توفيره من هياكل وضروريات يحتاجها السكان من مدارس وكهرباء وماء، فلا ننجز المشروع السكني، ثم نشرع في التفكير فيما يحتاجه السكان، وهكذا نتفادى مواجهة ضغط رهيب في المدارس، وشحا في التزوّد بالماء الشروب، وانقطاعات متتالية في الكهرباء، وافتقادا لمساحات رمي النفايات، ما يجعلنا نحتار في كيفية تحويل الماء الشروب وما إلى ذلك.
ويعتقد المهندس والخبير مراد حماداش، أن الرقمنة تسمح بتوفير كل الحلول وتجسيدها في الوقت المناسب، حتى لا نواجه أي مشاكل من شأنها أن تؤثر على السكان والأحياء، ويمكن أن نقتصد ونوفر من 25 إلى30 بالمائة من النفقات بعد استخدام وإدخال الرقمنة في التسيير العمراني، ومن الضروري إرساء نظام من أجل ذلك.
وطمأن الخبير بأن كل شيء متوفر، ولا نحتاج غلافا ماليا أو أي تكلفة لإدراج الرقمنة، كون كل الأدوات اللازمة متوفرة في السوق الوطنية، ولم يبق سوى الإرادة وترك المهنيين والكفاءات لممارسة المهام المنوطة بهم، وفق مخطّط واضح وشفاف، وقبل ذلك، توعية السكان، أي كل شخص يجب أن يعلم ما يتوفر عليه حيه، وما يستهلك وما يحتاجه.
وألحّ الخبير على أهمية التوعية ومشاركة الجميع، حتى السكان القاطنين بالأحياء يتمّ إشراكهم في التهيئة العمرانية، وعلى سبيل المثال، عندما نضع كراسي في حديقة الحي، وتكون هذه الأخيرة مقابلة للبناية، فهناك من يحتج من السكان، ويقدم ليلا على نزعها أو تكسيرها.