صدرت شهر أبريل الماضي إحصائية مهمة جدا، عن تفوق دول مجموعة «بريكس» للمرة الأولى منذ تأسيسها على القوى السبع الأكثر تقدما في العالم.
ساهمت «بريكس» بنسبة 31.5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بينما بلغت نسبة القوى السبع الأكثر تقدما 30.7%. وتتضمن هذه القوى كلًا من كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وتمتلك الجزائر العديد من المقومات التي تمثل إضافة لـ»بريكس»، فهي أكبر بلد أفريقي وعربي.
يعتقد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور عبد القادر منصوري، أن انضمام الجزائر إلى مجموعة بريكس سيسهم في زيادة معدلات الاستثمار الأجنبي المباشر في البلاد، ويشير إلى أن الجزائر تحتفظ بعلاقات ممتازة مع جميع دول المجموعة.
بالإضافة إلى ذلك، بعد الانضمام، ستستفيد الجزائر من المؤسسات المالية التابعة للمجموعة، بما في ذلك البنك التنموي الجديد الذي تم تخصيص 50 مليار دولار لبدء عملياته. ويهدف البنك إلى تعزيز تمويل التنمية في الدول النامية ويمثل بديلا للمؤسسات المالية الغربية التي تتبع الدولار الأمريكي كمعيار.
ويضيف الدكتور منصوري أن الجزائر رفضت الاستدانة الخارجية بسبب الضغوط الغربية التي تتبع تلك الاستدانة والرغبة الجزائرية في الحفاظ على استقلالية قرارها. ومن جهة أخرى، تتبنى مجموعة البريكس مقاربة متوازنة، مما يوفر للدول الأعضاء والبنك مرونة في الاقتراض.
وإذا تم استغلال هذه الفرصة بشكل جيد، فسيوفر البنك سيولة مالية هامة للجزائر ما يمثل عاملا مهما في تعزيز التنمية الاقتصادية لاسيما وأن الاقتراض اذا لم يخلط بالسياسة يعد آلية مهمة في تمويل المشاريع الكبرى.
بالإضافة إلى ذلك، يشير الدكتور منصوري إلى أن الجزائر في سعيها للانضمام إلى مجموعة بريكس تهدف إلى مضاعفة صادراتها، خاصة فيما يتعلق بالقطاعات غير النفطية. وتهدف الجزائر إلى تحقيق صادرات سنوية بقيمة 17 مليار دولار (خارج المحروقات)، كما تهدف الى مضاعفة صادراتها من الغاز الطبيعي. وترغب الجزائر في استغلال الموارد المنجمية، حيث من المتوقع دخول مورد جديد وهو الحديد الخام المستخرج من منجم جبيلات، بالإضافة إلى المصنع الضخم للفوسفات في شرق البلاد والذي يغطي عدة ولايات مثل تبسة وسوق أهراس وعنابة.
مشاريع وخطط الجزائر المذكورة من شأنها أن تسهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وبالتالي تؤهلها للانضمام إلى مجموعة بريكس. والزيارة التاريخية التي قادها رئيس الجمهورية إلى روسيا تلعب دورا مهما في تيسير عملية الانضمام، خاصة أن روسيا تعتبر أكبر دولة في العالم من حيث المساحة وتمتلك ثالث أكبر اقتصاد في المجموعة. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع روسيا بموارد طاقية ومعدنية هائلة وتمتلك إمكانات قوية في مجال الصناعات العسكرية. جميع هذه العوامل تعزز احتمالية الانضمام الناجح للجزائر إلى مجموعة بريكس.
القمة الروسية الإفريقية
وخلال زيارة الرئيس تبون إلى روسيا، دعا الرئيس الروسي الجزائر للمشاركة في القمة الإفريقية الروسية المزمع عقدها في الشهر المقبل، وهي القمة التي تكتسي أهمية كبيرة لاسيما للدول الإفريقية ضعيفة الدخل، وتسعى الجزائر باعتبارها قوة رائدة وصاحبة رابع أكبر اقتصاد في القارة إلى تعزيز التنمية في الدول الإفريقية، لاسيما من خلال الدول الصديقة والتي تمتلك قدرات اقتصادية كبيرة، ويبلغ التبادل التجاري بين روسيا والدول الإفريقية 20 مليار دولار وتسعى روسيا ودول القارة الى مضاعفته في قادم السنوات ليبلغ 40 مليار دولار.
وسيعقد المنتدى الاقتصادي والإنساني الروسي الأفريقي في سانت بطرسبرغ الروسية في الفترة من 26 إلى 29 جويلية 2023. ويعد المنتدى فرصة لإظهار مختلف أشكال ومجالات التعاون الروسي الأفريقي وكذلك تحديد آليات تطوير هذا التعاون على الأمد الطويل. سيشمل المنتدى جلسات نقاش وفعاليات مواضيعية حول أهم قضايا التعاون بين روسيا والدول الأفريقية، بما في ذلك مجالات التجارة والاستثمار والصناعة ونقل التكنولوجيا والغذاء وأمن الطاقة والرقمنة والرعاية الصحية والتعليم والعلوم ووسائل الإعلام والتبادلات الشبابية.