يشيد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بمكانة المرأة الجزائرية وإسهاماتها في ترقية الواقع المعيش، خاصة وأنّها انجذبت نحو الحياة الاقتصادية، وصارت موجودة بقوة في مختلف البرامج الوطنية التنموية، عاملة ومسيّرة وباحثة، رافعة سقف الكفاءات الوطنية المعوّل عليها في بسط التنمية على نطاق واسع، وخوض غمار طرح الإنتاج والتصدير، واستحداث مناصب الشغل، متقاسمة ذات المسؤولية مع أخيها الرجل، ولأنها تدرك بوعي كبير أهمية المرحلة الراهنة، بأهدافها الاقتصادية والإستراتيجية، متشبثة بنهج الاستمرار في التقدّم نحو الأمام والقطيعة مع كل ما يثبّط الهمم أو يعرقل مشاريعها القادرة على ضخّ القيمة المضافة.
في الوقت الحالي، صار للمرأة مكانتها الراسخة، بما تمثله من مورد بشري ينبض بالطاقة والابتكار، ويمكن أن يفجّر الثروة والقيمة المضافة؛ فقد انخرطت بانسيابية مدفوعة بالطموح والشجاعة إلى اقتحام النشاط الاقتصادي، مستفيدة من التسهيلات والمحفزات المطروحة، وعلى سبيل المثال، نجد من أبرز ما يميز الحياة الاقتصادية، الاقتصاد العائلي، وهو أحد الأوجه المهمة في طرح المنتجات، علما أن هذا الاقتصاد مدفوع دون شكّ بجد وتفاني المرأة، بل إنها غالبا ما تكون العقل المدبر لهذا الاقتصاد.
وتؤكد آخر الأرقام أن المرأة نجحت في تحقيق وثبة عالية بالمشهد الاقتصادي؛ فصارت واحدا من المحركات لعصب التنمية، ولو قمنا بتشريح دقيق للمناطق الصناعية، لتسنى لنا تحديد عدد معتبر من النساء المولعات بعالم الاقتصاد، علما أن النساء أنشأن أكثر من 41 ألف مؤسسة مصغرة، وسجّل ذلك على مستوى كل من الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية «أناد»، إلى جانب الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر «أونجام».
عشية الاحتفاء بالثامن مارس، يمكن ملاحظة إصرار للمرأة الجزائرية على مضاعفة جهودها لترقية النمو، مما يجعل الجزائر في الطريق الصحيح، فالمعروف عن الجزائرية إخلاصها واحتراقها ووطنيتها العالية، وهذا ما يجعلها تواصل الإقبال للتواجد في المنظومة الاقتصادية كصاحبة مؤسسة تنتج وتصدّر وتنافس في السوق المحلية والأسواق الدّولية.
ولعلّ ضمن برنامج رواد الأعمال، ستنال خريجات الجامعة نصيبهن من المشاريع الاقتصادية بفضل تحويل كل مذكرة تخرج تتضمّن أفكار مشاريع جديدة خالقة للثروة، إذا لا نبالغ إذ قلنا إن المرأة الجزائرية قادمة من قلب التحدي بروح مفعمة بالطاقة والنشاط.