في ختام مناقشة بيان السياسة العامة للحكومة بالمجلس الشعبي الوطني، ردّ الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان على انشغالات وتساؤلات النواب.
من خلال النواب، حرص بن عبدالرحمان على توجيه رسائل عديدة إلى الجزائريين ولكل من أطلق عليهم عبارة “مقاومي التغيير” وأعداء الخارج، مفادها أن عهد الجزائر الجديدة انطلق، ولا رجوع للوراء، وهذا في ظل القيادة الرشيدة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي يحرص منذ توليه زمام أمور الدولة قيادة الركب إلى برّ الأمان.
أعتذر لكــل أسرة وجدت صعوبة في اقتنـاء المواد الاستهلاكيـة.. انتهى عهد استيراد الحجارة ..
جدّد بن عبد الرحمان، رفض الجزائر تحت أي ظرف، التوجه نحو الاستدانة الخارجية، كما فعلت كثير من الدول، أو طبع النقود لتمويل الخزينة العمومية، سعيا منها للحفاظ على استقلال قرارها الوطني من أي ضغوط خارجية، وقال: “في ظل هذه الظروف الدولية الصعبة، تمكنت بلادنا بعون الله من تجاوز مراحل صعبة مرت بها المالية العمومية للدولة، بتوجيه سديد من رئيس الجمهورية وعزيمة الرجال المخلصين، في الوقت الذي كان الكثير ممن يتحاملون على البلاد، ينتظرون منا أن نتسوّل التمويل الخارجي، جاءت معظم تقارير المؤسسات الدولية، لاسيما تقرير صندوق النقد الدولي الأخير الذي أشاد بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة خلال السنتين الأخيرتين من أجل ضمان إعادة الحركية للنشاط الاقتصادي”.
وقال: “لم نتوجه إلى طبع النقود مثلما كان معمولا به في السابق، ولم نتوجه إلى الاستدانة الخارجية مثلما فعلت بعض الدول، حفاظا على استقلال القرار الوطني السيادي في كل الميادين، وسنعمل على أن تظل المدخرات الوطنية المصدر الرئيسي لتمويل الاقتصاد، حيث تشكل تعبئة المدخرات قدرات تمويلية كبيرة تعمل الحكومة على وضع أدوات وآليات تحفيزية من أجل تشجيع على إيداع هذه المدخرات في مؤسسات الائتمان”.
لن نعود إلى استيراد الحاويات الفارغة
وردّا على موضوع أثاره النواب كثيرا خلال مداخلاتهم، يتعلق بكبح الواردات، أبرز قائد الجهاز التنفيذي أن سياسة التجارة الخارجية التي اعتمدتها الحكومة تهدف إلى ضبط الواردات وترشيدها وليس كبحها، كما تحاول بعض الأطراف الترويج له، حيث تسعى الحكومة من خلال ذلك إلى “حماية المنتوج الوطني حتى نؤسس لنسيج صناعي وفلاحي متطور، يُشكّل دعامة لاقتصاد وطني قوي يضمن لبلادنا أمنها القومي بمفهومه الشامل”.
سنضرب بيد من حديد المتلاعبين بقوت الجزائريين.. قطار الجزائر الجديـدة لن يتوقـف
وشدد الوزير الاول في السياق: “لن نعود أبدا لاستيراد الحجارة والحاويات الفارغة، وقد وقفتم على ما وقع في السنوات السابقة، حيث المئات من الحاويات كانت تحتوي على الحجارة، بل على نفايات تُستورد بمئات الملايين من الدولارات، استنزفت مقدرات الأمة”، ليؤكد بلهجة المستاء: “ كانوا يريدون تركيع البلاد”.