يتوقع الخبير الاقتصادي المتخصّص في الاقتصاد التدويري كمال خفاش، أن تصل كمية جلود الأضاحي التي تم جمعها، خلال يومي عيد الأضحى المبارك، إلى 4 ملايين قطعة جلد، يمكن استرجاع 50 بالمائة منها، وربح ما لا يقل عن 5 ملايين دولار.
بدأت عملية جمع جلود الأضاحي تؤتي ثمارها، حسب ما أكده الخبير خفاش في تصريح لـ»الشعب»، حيث ارتفعت كمية الجلود مقارنة بسنوات 2017 ( انطلاق العملية )، بعد أن توقفت لمدة سنتين بسبب الجائحة، وتوقع أن تصل إلى 5 ملايين جلد خروف، وهو رقم ليس بالقليل ـ على حدّ قوله ـ نظرا لما يحمله من نتائج على عدة قطاعات على رأسها قطاع الصناعة.
وقال المتحدث، إنّ الجلود القابلة للتدوير تصل إلى 50 بالمائة من الكمية الإجمالية، ما يسمح بتقليص فاتورة استيراد هذه المادة الأولية أو المنتوجات المصنوعة من الجلد بنسبة 40 بالمائة، وبالتالي تحقيق ربح يقدر بـ5 ملايين دولار، ويمكن للرقم أن يتضاعف إذا كانت استجابة من المواطنين للحملات التحسيسة أكثر، حيث أنّ نصف الكمية من هذه المادة، يكون مصيره القمامة، بعد أن يصيبها التعفن وتصبح غير صالحة للاسترجاع.
وبالمقابل، يساهم نشاط تدوير جلود الأضاحي وصوفها، من خلال وحدات التحويل التي تنشأ في المدن الكبرى، التي تحصي الكمية الأكبر من الجلود، (بالنظر إلى الحجم السكاني)، في جلب العملة الصعبة من خلال تصدير منتوجات كاملة، أو كمادة أولية، أو نصف مستعملة.
400 منصب شغل في المدن الكبرى
وتبرز الأهمية الاقتصادية لهذا النشاط من خلال وحدات التحويل التي ستنشأ، وعدد مناصب الشغل التي ستستحدث والتي قد تصل إلى 400 منصب شغل في المدن الكبرى، 200 منصب مباشر وغير مباشر في كل ولاية في مجال الجمع، النقل، التخزين والاسترجاع، ممّا يحدث حركية اقتصادية على المستوى المحلي.
هذه الحركية ستعطي دفعا جديدا للاقتصاد الوطني، الذي يحتاج إلى بدائل عن المحروقات لتنويع موارد الخزينة العمومية، من خلال توزيع المنتوجات الكاملة لتزويد القطاع الصناعي، الاستهلاك الشامل، وذلك من خلال ـ يوضح ـ المنتوجات كالأحذية والمحافظ والأثاث المنزلي المصنوعة من هذه الجلود، ويمكن أن ينتعش بشكل كبير قطاع الصناعات التقليدية، الذي تعتمد عدة صناعات حرفية فيه على الجلود والصوف بعد تحويلها.
غير أنّ محدثنا تأسف لكون كميات كبيرة من جلود الماشية في المذابح يتم رميها، وبالتالي لا يمكن الاستفادة منها، مرجعا ذلك إلى الجانب التحسيسي، وقلة الاهتمام بهذه المادة الهامة، التي تهدر بسبب نقص الوعي