يتحدث محللون طاقويون تابعون لـ”رابوبنك” عن تداعيات الصراع في حال نشوبه بين روسيا والغرب، ما سيدفع أسعار النفط إلى الارتفاع لمستويات قياسية قد تصل 125 دولارًا أمريكيًا للبرميل.
حذرت “رابوبنك”، وهي مؤسسة مالية دولية متخصصة في التأمين المصرفي، من أنه في حال فرض عقوبات على روسيا لتجنب الصراع، فإن الآثار على أسعار المحروقات ستكون أكثر حدة، وتوقع تقرير صدر عن المؤسسة أنه “بافتراض وقف جميع الدول لمشترياتها من الطاقة الروسية ، فإن تأثير السعر المحتمل سيكون هائلاً، حيث سيرتفع النفط إلى 175 دولارًا أمريكيًا والغاز إلى 250 دولارًا أمريكيًا”، كما أشار التقرير إلى أنه من غير المرجح أن تمتثل جميع الدول للعقوبات بما فيها دول الاتحاد الأوروبي، في حين ينتظر أن تدعم الصين روسيا من خلال عمليات شراء كبيرة.
وتلبي روسيا حوالي 30 في المائة من حاجيات النفط في أوروبا و 35 في المائة من حاجياتها من الغاز الطبيعي، والتي سيتم قطعها في حالة اندلاع الصراع
تأثيرات الأزمة على السلع
الغذاء والأسمدة: يتوقع تقرير مؤسسة “رابوبنك Rabobank” المالية، أن تتأثر السلع الرئيسية الأخرى إما بالحرب أو العقوبات، وأولها “القمح” الذي تعتبر روسيا أكبر منتج له في العالم، بينما تتواجد أوكرانيا في المراكز الخمسة الأولى لكبار منتجيه، وإلى جانب القمح، يتوقع أن يتأثر أيضًا إنتاج كل من الشعير والذرة وعباد الشمس وغيرها من الحبوب المنتجة في روسيا وأوكرانيا.
وبالرغم من أن بعض الدول مثل أستراليا، قد تكون قادرة على تعويض بعض الخسارة في العرض، إلاّ أنها ستواجه مشاكل في إمدادات الأسمدة، ويقدر ذات التقرير أن 23 في المائة من الأمونيا و 17 في المائة من البوتاس و 14 في المائة من اليوريا و 10 في المائة من الفوسفات، يتم شحنها من روسيا، في وقت احتفظت فيه الصين بالكثير من إنتاجها من اليوريا والفوسفات للاستخدام المحلي، ولهذا فإن فقدان المنتجات الروسية سيؤدي إلى مزيد من النقص وارتفاع أسعار مكونات الأسمدة الرئيسية.
المعادن والتصنيع: إلى جانب المحروقات والأغذية والأسمدة، فإن سلاسل التوريد التصنيعية لن تكون محصنة في حال نشوب حرب روسيا وخصومها الغربيين، حيث تقدر حصة روسيا من صادرات النيكل العالمية بحوالي 49 في المائة ، والبلاديوم بـ 42 في المائة، والألمنيوم بـ 26 في المائة ، والبلاتين بحوالي 13 في المائة، والصلب بـ 7 في المائة، والنحاس بـ 4 في المائة.
وبحسب “رابوبنك” فإن نشوب حرب مع روسيا أو فرض عقوبات عليها يعني التخلي عن نصف صادرات “النيكل” العالمية المستعملة في صناعة الهواتف المحمولة والمعدات الطبية، والنقل، والمباني، والطاقة، إضافة إلى “البلاديوم” المستعمل في صناعة المحولات الكهربائية، والأقطاب الكهربائية، والإلكترونيات، وكذا إزالة ربع إنتاج “الألمونيوم” في العالم والمستغل في صناعة المركبات والآلات وأشغال التشييد والتعبئة..
الأسواق المالية: تتوقع “رابوبنك” أن الحرب أو العقوبات الشديدة قد تشهد هروبًا إلى الأمان في الأسواق المالية، ما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار السندات وانخفاض أسعار الفائدة، ومع ذلك، فإن التعاملات ستكون معقدة بسبب ارتفاع معدلات التضخم والنقص المحتمل في السلع.
وعلى صعيد العملة، تتوقع ذات المؤسسة أن يحافظ كل من الدولار الأمريكي والين الياباني والفرنك السويسري والذهب على توازنهم، بيمنا سينخفض الروبل الروسي في حالة الحرب أو العقوبات، ومن المرجح أيضًا أن يلقى اليورو نفس المصير.