قال وزير الانتقال الطّاقوي والطّاقات المتجدّدة، زيان بن عتو، “إنّ المحور الأهم اليوم هو تحسين العزل الحراري للسّكنات”، إذ تركز مصالحه على السّكنات الجديدة من خلال عدد من التّدابير المسطّرة، بالشّراكة مع وزارة السكن والعمران والمدينة، وهي التّدابير المدوّنة في مذكّرة التعاون المبرمة بين القطاعين، والتي تتضمّن إعداد دفاتر شروط تحتوي على مقاييس الفعالية الطّاقوية للسّكنات الترقوية وسكنات “عدل”، والمساجد، والتّجهيزات العمومية، حيث تطبّق هذه المعايير عند الانتهاء منها على كافة البنايات التي تدخل في إطار هذه المشاريع.
دفاتر شروط تحتوي على مقاييس الفعالية الطّـاقوية
أوضح الوزير زيان، لمجلة “الشعب الاقتصادي” في عددها الـ9 أنّه تمّ تشكيل فريق عمل مشترك بين القطاعين، بينما تعرف عملية إعداد دفاتر الشروط الأخرى تقدّما مقبولاً، حيث سيتم استكمالها مع نهاية السنة الجارية بغية الشّروع في تطبيقها انطلاقاً من 2022.
وأوضح زيان أنّ مذكّرة التّعاون بين القطاعين تضمّنت إنجاز مشاريع نموذجية لبناء سكنات اجتماعية تتضمّن إجراءات الفعالية الطاقوية، وهي مشاريع ستسمح بدفع الانتاج الوطني للمواد العازلة التي تبقى غير كافية حالياً لإطلاق برامج كبيرة.
وقال الوزير في هذا الصدد ان وزارته “تعمل على مرافقة وزارة السّكن من أجل إدخال إجراءات الفعالية الطّاقوية في برنامج إنجاز 1000 وحدة سكنية بعنوان السنة الحالية، تحتوي على كافة مواصفات الفعالية الطاقوية”، مؤكّداً في نفس الوقت أنّ دائرته الوزارية قامت بمعية وزارة السكن بإعداد دفتر الشّروط، وسيتكفّل قطاعه بتمويل التّكاليف الإضافية النّاجمة عن إدخال إجراءات الفعالية الطاقوية.
برامج لتحسين العزل وتدارك الاستهلاك الطّـاقوي
كشف وزير الانتقال الطّاقوي والطّاقات المتجدّدة، بن عتو زيان، في حديثة لمجلة “الشعب الاقتصادي”، عن إطلاق وزارة الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة برنامج لتحسين العزل لـ 1000 وحدة سكنية، وذلك عبر تحسين عزل النّوافذ والأبواب باستبدال أطرها القديمة ذات الزّجاج البسيط، بأطر عزل مزدوجة الزجاج، إذ ستسمح هذه العملية بتقليل استهلاك الطّاقة للسّكنات بحوالي 15 بالمئة، أي توفير ما مقداره 262 متر مكعب من الغاز الطّبيعي، وهو ما يعادل 7 ملايين دينار جزائري، إصافة إلى تحسين الراحة الصّوتية لهذه السّكنات، كاشفا عن عمليات أخرى أوسع ستتبع هذه العملية انطلاقا من سنة 2022.
الفعالية الطّـاقوية للسّـكن ستساهم في رفع حجم الصّـادرات خارج المحروقات
وأكّد المسؤول الأول على قطاع الطّاقات المتجدّدة في الجزائر، أنّه في حال تطبيق إجراءات الفعالية الطّاقوية للسّكن الواحد عبر عزل الجدران والأسقف والتوجيه الجيد للمسكن، وإدخال الزّجاج المزدوج للنّوافذ، فستكون النتيجة مباشرة ، حيث ستحقّق حوالي 40 بالمئة من الطاقة كتخفيض للاستهلاك الحالي للمنزل الواحد، أي سيصبح 0.6 مليون طن مكافئ بترول سكن / السنة، وهو ما يعادل أيضا 715 متر مكعب من الغاز الطبيعي، أي 25 بالمئة من استهلاك الطّاقة الإجمالي للمسكن الواحد، بقيمه 18000 دينار جزائري.
وأشار الوزير إلى أنّ تحسين العزل الحراري للسّكنات المنجزة سنويا بتعداد ما يقارب 200 ألف وحدة سكنية، سيسمح بتوفير الطّاقة بما يعادل 142 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا، أي ما قيمته 27 مليون دولار (3.6 مليار دينار جزائري) في حالة بيع هذه الطّاقة في السوق العالمية.
أما بخصوص المحور المتعلّق بتحسين الفعاليات الطّاقوية للتّجهيزات الكهربائية، فكشف الوزير بن عتو زيان أنّ وزارة الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة قد سجّلت في مخطّط عملها تعميم الإنارة الفعّالة على المستوى الخدماتي (السّكني)، والادخال التدريجي للتّجهيزات الكهربائية الفعّالة وبشكل خاص الأجهزة الكهرومنزلية، وذلك بالعمل على مراجعة التّنظيم المتعلّق بوضع الوسم الطّاقوي، وإدخال عتبات دنيا للفعالية الطّاقوية للتّجهيزات الكهربائية، ولا يتم هذا إلاّ بإدراج مقاييس بالمساهمة مع وزارة الصّناعة والتجارة، ووضع مخابر لمراقبة الأداء الطّاقوي للتّجهيزات والأجهزة الكهربائية.