الدكتور يحي محمد لمين مستاك من مواليد 18 سبتمبر 1986 ببلدية حيدرة (الجزائر العاصمة)، أب لطفلين: أفنان (3 سنوات ونصف) وكنان (22 شهرا)، تنحدر أصوله من منطقة الأوراس (باتنة) من عائلة ثورية.
كان جده محمد صالح، أحد مؤسسي حزب الشعب الجزائري PPA في الشرق الجزائري، شغل منصب أمين عام للاتحاد العام للعمال الجزائريين بعد الاستقلال. وكان أخو جده، مستاك محمد حسان، أول شهيد حكم عليه الاعدام بالمقصلة في 1956، لكن تنفيذ الحكم أجل على غاية 13 فيفري 1957.
الدكتور يحي محمد لمين مستاك، رحمه الله، أستاذ محاضر ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الجيلالي بونعامة خميس مليانة، كبُر وترعرع بمدينة الورود البليدة، وتلقى تعليمه بها.
بعد أن تحصل على شهادة البكالوريا درس العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر3، وتحصل على شهادة الليسانس تخصص علاقات دولية في 2009، ليتحصل بعدها على شهادة الماجستير في التنظيم السياسي والعلاقات الدولية من جامعة تيزي وزو، ودرجة ماستر في القانون الدولي من جامعة البليدة.
المرحوم الدكتور مستاك خريج برنامج زمالة تنمية الرواد MEPI بكلية ماكسويل للمواطنة والشؤون العامة من جامعة سيراكيوز بالولايات المتحدة الأمريكية، كان منظما لفعاليات TEDX في جميع أنحاء الجزائر، بما في ذلك باتنة والشريعة، على غرار ترأسه AIESEC بليدة.
أسس الدكتور لمين في ماي 2020 أثناء الحجر الصحي أول بودكاست سياسي جزائري، استضاف من خلاله خبراء ومختصين مشهورين على المستوى المحلي والدولي أمثال: نعوم تشومسكي، عمر أكتوف، بشير فريك.. وغيرهم لمناقشة قضايا سياسية محلية، اقليمية، ودولية.
شارك الدكتور الراحل في العديد من الملتقيات الوطنية والدولية، و له العديد من المقالات نذكر منها:
-تفكيك الهجرة غير الشرعية: دراسة في المفهوم.
-The Consequences Of The Covid-19 Pandemic On The Stability Of The Algerian Regime.
-Algeria:Politics and Protests in Coronavirus
– The Algerian foreign policy facing upheavals in the Mediterranean region.
ومؤلفات أخرى نذكر منها: كتاب حول “الأزمة في الساحل الافريقي بين المشاريع الدولية والمقاربة الجزائرية”، ومؤلف جماعي حول “الهجرة غير الشرعية”، اضافة الى العديد من اللقاءات التلفزيونية والمقالات الصحفية والدورات التدريبية التي كان يقدمها.
توفي الدكتور مستاك يحي محمد لمين عن عمر يناهز 35 سنة، وكله إرادة وأمل في تقديم الأفضل والأحسن دائما لوطنه وأبناء وطنه، تاركا ورائه العديد من المشاريع العلمية التي كان يحلم بتحقيقها في يوم من الأيام، لكن القدر قال كلمته واختطفه منا بعد تأثره بكوفيد-19 وغياب الأوكسجين في مستشفى فرانس فانون بالبليدة.
خلف الدكتور لمين بصمة في حياته العلمية والعملية رغم قصرها، وصدمة في نفوس محبيه من طلبة وأساتذة وأصدقاء نعوه في العديد من صفحات التواصل الاجتماعي، وتعزية وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والسفارة الأمريكية بالجزائر.
وما عسانا أن نقول في هذا المصاب الجلل الا أن يتغمده الله برحمته الواسعة ويحتسبه من الشهداء ويجعل علمه وعمله في ميزان حسناته يا رب. انا لله وانا اليه راجعون.