يشرح الرئيس المدير العام لشركة استغلال المحطات البرية للجزائر “صوقرال”، في مقابلة مع “الشعب الاقتصادي” مشاريع رقمية أطلقتها الشركة، لترقية خدماتها وتكييفها مع متطلبات المرحلة الصحية التي تستدعي الالتزام بمجملة من الإجراءات الوقائية.
يوضح المسؤول مدى الخسائر والأضرار التي تكبدتها الشركة أثناء فترة الإغلاق التي تلت تفشي فيروس كوفيد-19، والمخطط الاقتصادي البديل الذي تنتهجه حالياً لتدارك العجز المسجل سنة 2020.
خدمات رقمية جديدة
أطلقت شركة استغلال المحطات البرية للجزائر “صوقرال”، خدمة الاطلاع على برامج الرحلات الآنية، من خلال نافذة جديدة عبر موقعها الرسمي، و كذا عبر تطبيق الشركة على الهواتف المحمولة، هذا الأخير الذي يشبه إلى حد كبير خدمات الاطلاع على الرحلات في مجال النقل الجوي.
وتهدف هذه الخدمة إلى التقليل من عناء التنقل إلى المحطات، لمجرد معرفة وفرة الرحلات وعدد الأماكن المحجوزة عليها، لاسيما في الولايات التي تمتد على نطاق جغرافي واسع كالجنوب الكبير، و هي الخدمة التي يقول الرئيس المدير العام للشركة، فارس تزرارت، إنها “اللبنة الأولى في مشروع رقمي كبير تعكف على إنجازه المؤسسة خلال الخماسي الجاري ” كما أن خدمة الاطلاع على الرحلات الآنية التي تزامنت مع الظرف الصحي الخاص الذي يمر به العالم نتيجة جائحة كورونا، ستقلل بنسبة كبيرة من درجة التقارب بين المسافرين داخل المحطات البرية.
ويؤكد الرئيس المدير العام أن مجهودات الشركة الخاصة بتطوير خدماتها الرقمية، تندرج ضمن برنامج الحكومة القاضي بتعميم الرقمنة في قطاع الخدمات، وعليه بات من الممكن للزبون اليوم على سبيل المثال، الاطلاع على موعد رحلته وما إذا كانت حافلته قد دخلت المحطة أم لا، كم بقي من الوقت لخروجها منها، وكم عدد المقاعد المحجوزة والشاغرة، ومن شأن هذه الخدمة أن تساهم في احترام إجراءات الوقاية من وباء كورونا، فإتاحة المعلومات الخاصة بالرحلات للزبائن توفر عليهم عناء تنقل إلى المحطات والانتظار حتى موعد الانطلاق ومنه الاختلاط مع أشخاص قد يكونون مصابين بالفيروس.
الشبابيك الالكترونية المتنقلة والدفع الالكتروني.. قريباً
تجسيداً لمشروع الدفع الالكتروني لثمن التذاكر، تعاقدت الشركة مع بنك التنمية المحلية لتزويد مختلف المحطات التابع تسييرها لصوقرال، بأجهزة الدفع عن طريق البطاقات البنكية والبريدية، في انتظار الإطلاق الرسمي لخدمة الدفع الالكتروني عبر النت نهاية السداسي الثاني من السنة الجارية، والتي تأخر بسبب الإجراءات الإدارية، البنكية و التأمينية التي تسبق الإطلاق الرسمي للخدمة، حسب الرئيس المدير العام فارس تزرارت.
ويقول ذات المسؤول إن الشركة تسعى لتحويل محطاتها إلى “محطات ذكية”، بحيث يتم تقليص العامل البشري الذي يبقى دوره التوجيه وتقديم المساعدة وليس تقديم الخدمة، ولأجل هذا شرعت الشركة في برنامج لرقمنة كاملة لبعض المحطات منها محطة الجزائر العاصمة، إذ طرحت مناقصة لاقتناء الشبابيك الالكترونية المتنقلة لشراء التذاكر خارج المحطات والموصولة الكترونيا بها، ما سيمكن المسافرين من شراء التذاكر قبل الوصول إلى المحطات، لتفادي الاكتظاظ على الشبابيك وأيضا تقريب الخدمة من المسافرين.
وستوزع هذه الشبابيك الكترونية المتنقلة في الأماكن العمومية والمواقع المأهولة والمكتظة، مثل الإقامات الجامعية وساحات الجامعات، التي تعرف أوقات الذروة عند الدخول الجامعي أو العطل السنوية.
هذا و يتضمن برنامج شركة استغلال المحطات البرية للجزائر “صوقرال” عصرنة مركز المعلومات الرئيسي data center ، إلى جانب تنصيب الشبكات الداخلية للمحطات البرية التابعة réseaux locaux ، ما سيسمح بربط فروع الشركة بالمؤسسة الأم و توفير المعلومة آنيا و فوريا لمختلف المديريات المركزية وكذا المديريات الفرعية “المحطات البرية”
“صوقرال” شركة مواطنة ذات طابع اقتصادي
كباقي الشركات الوطنية العمومية والخاصة، كان لفترة الإغلاق التي تلت تفشي وباء كوفيد-19، أثر كبير على شركة استغلال المحطات البرية للجزائر، التي توقف نشاطها بصفة شبه كلية، خصوصا وأن رقم أعمالها مرتبط بنسبة 80% بمداخيل النقل ما بين الولايات الذي عاد إلى النشاط في 1 جانفي 2021، غير أن الفترة الممتدة ما بين 22 مارس و 31 ديسمبر 2020 شهدت تعطلاً تاماً لحركة نقل المسافرين، ما أثر بصفة معتبرة على رقم أعمال الشركة بحسب رئيسها المدير العام فارس تازرارت، الذي أوضح في نفس الوقت أن جميع موظفي الشركة البالغ عددهم 2500 موظف، تحصلوا على أجورهم كاملة بالرغم من عدم مزاولتهم لأي نشاط لمدة 8 أشهر، وهي الفترة التي علقت فيها المؤسسة نشاطها بسبب حالة الإغلاق التي فرضت نتيجة إجراءات وقائية اعتمدت للحد من تفشي فيروس كوفيد 19، وهذا رغم الضغوطات المالية التي عرفتها الشركة نتيجة انخفاض رقم أعمالها بنسبة 75% أي بخسارة تساوي 1 705 818 000 دج، مع عجز في نتيجة السنة المالية لـ 2020 يساوي 1 178 416 000 دج.
لكن بالرغم من كل الخسائر المسجلة، استمرت “صوقرال” في ضمان صب أجور العمال والإبقاء على مناصب الشغل، ما كلفها نفقات تقدر بـ 1 370 668 000 دج، في سبيل ضمان استقرار واستمرارية الشركة.
الجدول 1
تطور عدد المسافرين “الوحدة/مليون”
|
|
2015 | 25341362 |
2016 | 83121165 |
2017 | 71165051 |
2018 | 77500286 |
2019 | 80486504 |
2020 | 1731031
تراجع حاد راجع لتعليق النشاط بسبب كوفيد-19 |
الجدول 2
تطور رقم الأعمال “الوحدة/ الكيلو دينار. ج”
|
|
2015 | 1675472 |
2016 | 1998751 |
2017 | 2148137 |
2018 | 2487941 |
2019 | 2538729 |
2020 | 591260
تراجع حاد راجع لتعليق النشاط بسبب كوفيد-19 |
ولأنها شركة مواطنة، فقد ساهمت المؤسسة “ذات الطابع الاقتصادي والتي لا تتلقى أي دعم من طرف الدولة” –حسب مسؤولها- بما استطاعت في ضمان مناصب الشغل لموظفيها في هذه الفترة الصعبة التي أضرت بمختلف مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية رغم مصاعبها المالية، ويقول محدثنا في هذا الصدد ” مؤسستنا عانت كثيراً من هذه الأزمة الصحية، وبصفتنا مؤسسة مواطنة بالدرجة الأولى، فقد قمنا بما علينا خلال هذه الظروف الصعبة، ونأمل أن تؤخذ هذه الفترة التي ممرنا بها بعين الاعتبار من طرف السلطات العمومية التي خصصت برنامج إعانة للمؤسسات الاقتصادية التي تضررت من جراء وباء كوفيد 19″.
2020.. سنة المؤشرات السلبية
سجلت المؤسسة العمومية المختصة في تسيير المحطات البرية تراجعاً حاداً في مؤشراتها لسنة 2020، إذ تراجع عدد المسافرين عبر محطاتها إلى مليون وسبعمائة وثلاثون مسافر ” 1731031 ” بسبب تعليق النشاط لقرابة 8 أشهر، بما يقابله 14% من عدد المسافرين خلال 2019، أين سجلت أزيد من ثمانين مليون “80486504 “ما انعكس سلباً على كل المتغيرات المالية للمؤسسة، ورغم ذلك يؤكد فارس تازرارت، أن “صوقرال” لم تتخلى عن مخططاتها الاستثمارية خاصة في المجال الرقمي.
رغم المؤشرات المالية السيئة للشركة خلال 2020 بسبب الجائحة، إلاّ أن ذلك لم يمنعها -بحسب الرئيس المدير العام- من التنازل عن جزء من ديون مستأجري المحلات التجارية داخل المحطات البرية، الذين لم يزاولوا النشاط طيلة مدة الحجر الصحي الذي أغلقت فيه المحطات البرية، ذلك حفاظاً على النشاطات التي توظف آلاف الشباب عبر كامل التراب الوطني.
مشروع لتحويل المحطات البرية الى فضاءات للعيش والتنزه
على صعيد منفصل أكد الرئيس المدير العام لشركة استغلال المحطات البرية للجزائر، فارس تزرارت، أن المجهودات اليوم ترتكز على كيفية تحويل المحطات البرية إلى فضاءات متعددة الاستخدامات، بحيث لا يتجه إليها المواطن بغرض السفر فقط، وإنما أيضا بهدف التنزه، وذلك من خلال التركيز على إضافة خدمات جديدة نوعية زيادة على الإطعام و الفضاءات التجارية التقليدية، وتجسيداً لهذا شرعت “صوقرال” في التعاقد مع مختلف الهيئات المالية ومتعاملي الهاتف النقال، و بريد الجزائر، و مؤسسات خدماتية أخرى.
وفي سياق الحديث عن أهمية المحطات البرية في الحياة الاقتصادية، أكد تازرارت أن المحطات البرية باتت مفتوحة اليوم أمام الراغبين في التقرب من المواطنين، من خلال معارض تجارية أو ثقافية أو حتى تحسيسية، باعتبارها المكان الأمثل الذي تلتقي فيه الثقافات وبذلك لم يعد يقتصر دورها على تقديم الخدمات المرتبطة بالنقل، وإنما أيضا المشاركة في الحياة الاقتصادية، لاسيما بالولايات التي لا تحوز على مراكز العرض.
تعزيز الأمن داخل المحطات البرية
ولأن ظاهرة الاعتداءات المتكررة داخل حرم المحطات البرية، طبعت النشاط خلال السنوات الماضية، عمدت المؤسسة بالتنسيق مع مختلف الجهات الأمنية، لفتح مكاتب للأمن الوطني داخل المحطات البرية، لمساندة أعوان أمن المؤسسة، في الحفاظ على النظام العام و القضاء على الظواهر السيئة كبيع المجوهرات، التسول،التحرش وغيرها من المظاهر غير اللائقة التي كانت تشوب المحطات البرية.
محطات برية جديدة
هذا و كشف فارس تزرارت عن إضافة 6 محطات برية جديدة إلى نطاق تسيير مؤسسة استغلال المحطات البرية “صوقرال” خلال السداسي الجاري و المعنية منها هي المحطة البرية اليزي، المحطة البرية ورقلة، المحطة البرية تقرت، المحطة البرية مغنية، المحطة البرية أولف أدرار والمحطة البرية غرداية.
الإبقاء على البروتوكول الصحي والعمل بنظام تقليص عدد الركاب
ويؤكد المسؤول الأول على رأس صوقرال في ختام حديثه لمجلة الشعب الاقتصادي، أن الشركة لا تزال تسهر على التطبيق الصارم للإجراءات الوقائية، بالتنسيق الدائم مع كل من الوزارة الوصية واللجنة الوطنية لرصد ومكافحة انتشار فيروس كورونا. ولأن الوضعية الوبائية في البلاد لا تزال غير مستقرة فقد تلقت “صوقرال” أمراً من وزارة الصحة بالإبقاء على البروتوكول الصحي والعمل بنظام تقليص عدد الركاب على مثن الحافلات إلى 50% حتى إشعار لاحق سيصدر عن اللجنة الوطنية لمتابعة ورصد الوضعية الوبائية.