توسع عمل الشّركة الوطنية للنّقل بالسّكة الحديدية بسيدي بلعباس، ليشمل إعادة تأهيل قطارات بمستوى عال.
النشاط الجديد يعطي لهذه الشركة من الرّيادة في صيانة القطارات.
استطاعت الشّركة رفع التّحدّي بتجديد وإعادة تأهيل 106 عربة للخطوط الطّويلة، في وقت قياسي وبمعايير عالمية، تخصّصت في الصّيانة الدّورية الوقائية للقطارات لمختلف الشّبكات بورشاتها العشر بأقل تكلفة وبسواعد محليّة. وبفضل إعادة تأهيل وتحديث العربات وتجهيزها بأحدث المعدّات من خلال إدخال تقنيات جديدة، أصبحت تقدّم أداءً أفضل من حيث التّوافر والحفاظ على سلامة الأشخاص والبضائع المنقولة وتعزيز وسائل النّقل.
مشروع تجديد وتهيئة العربات سُجّل سنة 2007 بغلاف 8 ملايير دج، وانطلقت التّجربة بتجديد 40 عربة، وبعد الصّدى الذي لقيته الإنجازات أسندت الصّفقة من خلال دفتر أعباء إلى المؤسّسة المحلية سنة 2015 لتحديث القطارات.
وفي 2017 تمّ إنجاز 6 نماذج لعربات للخطوط الطّويلة لقطار النهار والليل درجة أولى بـ 53 مقعدا، قطار النهار والليل درجة ثانية بـ 70 مقعدا، تمّ تجهيزه بأحدث وسائل الراحة من نظام التهوية ومقصورات نوم من الدرجتين الأولى والثانية ومطعم. أمّا العربة الوزارية الأولى من نوعها.
جهّزت بأحدث الوسائل والمعدّات وبمقاييس عالية، حيث تحتوي على قاعة، مطبخ وحمام من صنع عمّال الشّركة، تستعمل في تنقّل الوفد الوزاري عبر مختلف خطوط النّقل بالسّكة الحديديّة.
الشّركة الأم وضعت الثّقة في إدارة ورشات الصّيانة، وتجلّى ذلك من خلال منحها مشروع تجديد 106 عربة.
وهو ما اعتبرته مديرة شركة النّقل بالسكة الحديدية لسيدي بلعباس، بومعزة عباسية، مفخرة للولاية، ما دفع بالعمّال إلى رفع التّحدّي ووضع حيّز الخدمة قطارات تمّ تجديدها وتهيئتها بورشات محلية، وبسواعد جزائرية شابة وتفوّقها على شركة النقل بالسكة الحديدية لحسين داي التي لم تنته ورشاتها بعد من تجديد 86 عربة لقطارات الخطوط القصيرة.
وأكدت المديرة أنّ ورشاتها أنهت مشروعها لتجديد وصيانة القطارات للخطوط الطّويلة سنة 2020، حيث كانت الورشات تسلّم 4 إلى 5 عربات شهريا، وتجهيز القطار خلال 45 يوما.
هذا الإنجاز خفض تكاليف الإستيراد إلى 40 بالمائة ليتم تحويل نشاطها للصّيانة الوقائية للعربات لجميع شبكات النقل بالسكة الحديدية، إذ أنّ قاطرة من الدرجة الأولى كلّفت غلافا ماليا قيمته 40 مليون دج، بينما قدّرت قيمة تجديد عربة من الدرجة الثانية بـ 36 مليون دج، والعربة الليلية كلّفت مبلغا قدره 40 مليون دج.
وقد سعت المؤسّسة من خلال المشروع الضّخم إلى تعزيز وسائل النّقل بالسّكك الحديدية بقطارات كان يعود تاريخها إلى السّبعينات والثمانينات، تمّ إصلاحها وعصرنتها جذريا بالمحافظة على الهيكل الخارجي بعدما كانت غير صالحة للاستغلال التجاري بسبب قدمها واهتراء محتوياتها. المشروع الذي حسّن الخدمة للزبائن، أنجزت أشغاله بسواعد جزائرية 100 بالمائة تلقّت تكوينا محليا، كما خفّض التّجديد والتهيئة من التكاليف إلى 30 بالمائة بالنسبة لعربة مستوردة من الخارج.
توسيع عدد الورشات وتجهيزها بأحدث الوسائل
تضم المؤسّسة ورشات على مساحة تفوق تسع هكتارات، ست منها تعود إلى سنة 1930، واستفادت سنة 1986 من عملية توسعة بـ 4 ورشات إضافية لكل واحدة اختصاصها ونشاطها، ويؤطّرها 232 عامل كل حسب تخصّصه، أغلبهم في إطار برنامج الإدماج المهني، تلقّنوا المهنة والتكنولوجيات الجديدة على أيدي العمال القدامى ومن خلال عملهم الميداني.
عملية تهيئة الورشات خصّت بالدّرجة الأولى المبنى الخاص برفع وتركيب وحدات تكييف الهواء، بالإضافة إلى ورشة إصلاح مكونات الفرامل، وعقل السيارة لضمان سلامة الركاب. تمّ إعادة تأهيل مبنى المحور، خاصة بعد الحصول على معدّات ترقية رقمية جديدة للتحكم في القطار، وضمان قدر أكبر من السّلامة للركاب، وأيضا مبنى الطّلاء، والمبنى المخصّص للعزل الصّوتي والحراري، ومبنى التّجميع، وقد ساهمت الورشات في توسعة نشاط المؤسّسة التي استطاعت اليوم أن تثبت جدارتها في خلق الثّروة بيد عاملة جزائرية، وبطاقات بشرية كفؤة.
صيانة وقائية للقطارات
يتم بهذه الورشات العشر المدعّمة بأحدث الوسائل التّكنولوجية صيانة دورية للقطارات لجميع الشّبكات، حيث يقوم المهنيّون بصيانة 10 عربات شهريا، ما يعادل 100 عربة سنويّا، وكذلك إصلاح الأعطاب بالقطارات التي تعرّضت لحوادث سير، بتمويلها بقطع الغيار من الشّركة الأم.
وتعتزم مديرة الشّركة مواصلة العمل بنفس الوتيرة لتقديم منتج عالي الجودة ومريح، صنعته أيادي جزائرية أثبتت مهاراتها في هذا المجال، وبتقدير كبير بشهادة الوزراء الذين تداولوا على مراقبة المشروع.