يعتبر محلّلون اقتصاديين وخبراء زراعة أن بإمكان الجزائر أن تحذو حذو جيرانها تونس والمغرب في تطوير شعبة الحبوب ومشتقاتها، والانتقال من بلد مستورد، إلى بلد منتج ومكتفي ذاتيا أو مصدّراً في غضون سنوات قليلة.
أكّد الخبير الزراعي منيب أوبيري، رئيس الاتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين، أن عملية جني محاصيل الحبوب قد بدأت ، وسجلت أرقاماً قياسية جديدة في مردودية الهكتار الواحد بالجنوب، لكنه ينوه للدرجة المتفاوتة جداً بين المساحات المسقية بالأمطار والمساحات المسقية بالطرق التقنية الحديثة، إذ بلغت مردودية الهكتار من 17 إلى 30 قنطاراً ، في المساحات المسقية بالأمطار ثم بالسقي التكميلي، وهذا بالنسبة لمناطق الشمال والهضاب، لكن وبالمقابل في الجنوب فإن الهكتار الواحد المسقي بتقنية الرش المحوري يعطي من 50 إلى 80 قنطاراً وهذا باستخدام البذور المناسبة والأسمدة والأدوية الضرورية وفقاً للتقنيات الزراعية المعمول بها في كل الدول.
ويرجع الخبير أوبيري هذا التفاوت إلى استعمال التقنيات المتطورة في عملية الانتاج واستعمال الأسمدة المناسبة بنحو 7 قناطير للهكتار بالمناطق الجنوبية ذات المردود الأعلى، مقارنة بـ 2 قنطار فقط من الأسمدة في المناطق الشمالية المعتمدة على السقي التقليدي، كما أن عدم استخدام الأدوية لقتل الأعشاب الضارة فيها، ساهم في هذه المردودية الضعيفة، رغم أن التربة بالهضاب أفضل وأحسن منها في الجنوب.
كما أن هذا المردود يبقى ضئيلاً مقارنة مع ما ينتجه الهكتار الواحد في فرنسا أو غيرها، أين يصل إلى أكثر من 100 قنطارفي هـكتار ، وهذا راجع حسب الخبير منيب إلى “اختيار أصناف جيدة جداً من البذور الفعالة مع توفير سماد مناسب، يمكننا تحقيق هذا إذا وفرت الدولة البذور الجيدة المناسبة، كما أنها موجودة بالجزائر، وتحتاج فقط إلى تطوير عبر مخابر ومراكز بحث خاصة، كما قام به المعهد الدولي للبحوث بالمناطق الجافة ( الأكساد) بسوريا، بالتعاون مع المعهد التقني للزراعة الصحراوية، في تطوير بعض الأصناف بما يلائم البيئة الجافة لجنوبنا الكبير”.