تتعرض منشآت السكة الحديدية بشكل مستمر إلى أعمال تخريب وسرقات تطال تجهيزات إلكترونية وكوابل وألياف بصرية ومعدات كهربائية على طول السكة الحديدية خاصة في المناطق المعزولة، فضلا عن رشق القطارات بالحجارة.
كشف الرئيس المدير العام للسكك الحديدة، في مقابلة مع مجلة الشعب الاقتصادي تنشر في عددها السادس لشهر جوان، تسجيل أكثر من 233 اعتداء وسرقة، لمعدات وتجهيزات الشركة الوطنية للسكك الحديدة، سنة 2020.
وطالت السرقات 25 كابلا كهربائيا، 80 جهاز السكة الحديدية، 52 هاتفا ولوحة إشارات. وفي نفس السنة، سجلت الشركة 67 حادث رشق بالحجارة، وهو عدد منخفض، مقارنة مع اعوام سابقة، مثل سنة 2019 أين سجلنا أكثر من 228 عملية رشق بالحجارة. بسبب توقف حركة سير قطارات المسافرين جراء جائحة كورونا،
و من الناحية المالية، كلفت هذه الاعتداءات الشركة أكثر من 103.5 مليون دينار في 2019. وارتفع هذا الرقم سنة 2020 إلى 144.5 مليون دينار. وترجع هذه الزيادة إلى توقف حركة قطارات نقل المسافرين وإلى تطبيق إجراءات الحجر الجزئي المنزلي للحد من انتشار فيروس كورونا.
وامام كل هذا تأسف المدير العام للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، كريم عياش، للخسائر المادية الناجمة عن الحوادث في نقاط التقاطع، والتي بلغ عددها 482 حادث من 2013 إلى 2019، بقيمة مالية تقارب 1.87 مليار دينار.
وفي حديثه عن الرشق بالحجارة وخلال نفس الفترة، فقد سجلة الشركة 1947 اعتداء تسبب في كسر زجاج قطارات، بكلفة بلغت أكثر من 548 مليون دينار.
وتتسبب أعمال التخريب في اضطراب حركة سير القطارات بسبب تعطل نظام الإشارات، ما يجبر السائقين على تخفيض السرعة إلى أقل من 30 كم في الساعة، بحسب ما تمليه إجراءات السلامة المعمول بها للحفاظ على أمن الركاب والقطارات.
وبحسب المعطيات المتوفرة لدى الشركة ، 78 بالمئة من التأخر المسجل في حركة سير القطارات مرجعه الخلل في نظام الإشارات أو الأضرار التي تلحق منشآت السكة بفعل أعمال التخريب.
وعوض أن تستثمر الشركة في برامج تطوير وتحسين الخدمات وعصرنة القطارات، يقول كريم عياش، تضطر إلى صرف أموال كبيرة لتعويض وإصلاح المعدات والكوابل التي تعرضت لعمليات التخريب والإتلاف.
ولمواجهة هذه الاعتداءات، عززت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية التنسيق مع مصالح الأمن، لاسيما مع قيادة الدرك الوطني من أجل ضمان حماية أفضل للمنشآت العمومية، كما قامت بتعزيز الإمكانيات المادية والبشرية في مجال الأمن الداخلي للمؤسسة، بما في ذلك إنشاء فرق متنقلة للأمن الداخلي مرفوقة بالكلاب المدربة.
ومع ذلك، يبقى من الصعب للغاية تغطية جميع المنشآت، حسب المدير العام للشركة كريم عياش، حيث أن شبكة السكك الحديدية الوطنية يفوق طولها 4.600 كم، فضلا عن وجود أكثر من 500 محطة عبر التراب الوطني، إضافة إلى الكوابل الكهربائية والألياف البصرية والمحولات وأجهزة الإشارة الموجودة على طول مسار السكة الحديدية.
وعلى صعيد آخر، تبذل الشركة جهوداً كبيرة في التحسيس والإعلام بحملات تحسيسية في محطات القطار وفي المناطق والمدارس المحاذية للسكة الحديدية وتلك التي تتكرر فيها مثل هذه الأعمال.
إضافة إلى المشاركة في حصص وبرامج إذاعية وتلفزيونية حول ظاهرة رشق القطارات وسرقة وتخريب المعدات السككية والكوابل الكهربائية، وتنظيم ملتقيات وطنية وحتى عالمية (في إطار عضوية الشركة ضمن الاتحاد الدولي السككي) لمناقشة ظاهرة تخريب وسرقة المنشآت القاعدية السككية، بإشراك كافة المصالح والهيئات المعنية.