أشادت عدة تقارير طاقوية دولية بالعملاق الجزائري «سونطراك»، وأكدت أنه قادم بقوة لاكتساح المزيد من الأسواق وضخ الكثير من الطاقة لتموين طلب الأسواق، خاصة الأوروبية بحكم قربها الجغرافي. من بين الأوراق الرابحة المدرجة في المسار التنموي للمجمع، نجاحه، خلال السنوات الأخيرة، في التحول التكنولوجي وتشجيع الابتكار في المجال الطاقوي وتثمين طاقات المورد البشري، وهذا بطبيعة الحال ما يرشح هذا القطاع الاستراتيجي بقيادة مجمع سونطراك لتحقيق نمو وتطور كبيرين عبر تحقيق المزيد من الاكتشافات وتطوير تقنيات الإنتاج وتنويع استغلال الموارد الباطنية والطبيعية المتوفرة.
إمكانات ضخمة وخبرة طويلة يتمتع بها مجمّع «سونطراك»، وهذا ما مكّنه من تحقيق مختلف الاستكشافات الجديدة والمسجلة في عام 2022 والسداسي الأول من 2023 والتي بلغ عددها 23 اكتشافا جديدا، بفضل جهود ومهارات إطارات جزائرية.
وبالنظر إلى السياق العالمي والأزمة التي تشهدها القارة العجوز في التموين بمادة الغاز، تشكّل الجزائر الخيار الأفضل بالنسبة لعديد الدول الأوروبية وغير الأوروبية، خاصة منها الإفريقية وحتى الأسيوية، لذا شركات الاستثمار في العالم باتت تنظر باهتمام وانجذاب نحو التواجد في السوق الجزائرية، بفضل ما تتمتع به من موثوقية وثروات وكذا يد عاملة ماهرة من مهندسين وتقنيين ومسيرين. وليس غريبا أن تعد منصة «إينيرجي كابيتال» الاستثمارية والمتخصصة في قطاع الطاقة، تقريرا حول الفرص الاستثمارية الطاقوية الواعدة والضخمة في الجزائر، توقعت من خلاله أن تكون وجهة لأصحاب المشاريع والمستثمرين.
الجزائر من أفضل وأبرز الدول التي توفر لشركائها استثمارات مربحة، لذا يتوقع أن تعكف الحكومة على دعوة شركات التنقيب والإنتاج للاستثمار. وكان الرئيس المدير العام لمجمع سونطراك توفيق حكار، قد أكد أن شركات أمريكية مهتمة بالاستثمار في الجزائر.
وأشاد التقرير بالكنوز النفطية والطاقوية التي تمتلكها الجزائر، على خلفية أنها تملك أزيد من 159 تريليون قدم مكعب من موارد الغاز الطبيعي، و12.2 مليار برميل من احتياطيات النفط، إلى جانب إمكانات كبيرة من الطاقة الشمسية وكذا طاقة الرياح، مرشحة للاستغلال.
وكما جذبت البنية التحتية لتصدير الغاز الطبيعي المسال المستثمرين، لأن الجزائر مصنفة في المرتبة الخامسة عالميا كأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال (LNG)، في ظل امتلاكها لبنى تحتية تصديرية متنوعة تربط حقول الغاز البرية في البلاد مع إيطاليا وإسبانيا. وقال التقرير، إن الجزائر على الصعيد الدولي تعتبر موردا رئيسيا للسوق الأوروبية، خاصة مع سعي الدول للحصول على إمدادات غاز بديلة، في ظل توقعات منتدى الدول المصدرة للغاز بزيادة الطلب العالمي على الغاز بنسبة 36% بحلول عام 2050. في حين على المستوى الإقليمي، تتطلع الأسواق الإفريقية ذات الطلب المرتفع مثل مالي والنيجر وتونس، إلى الاستفادة من قطاع الطاقة الجزائري بحكم أنها مجاورة للجزائر.
وأبدى معدو التقرير إعجابهم بالدور الكبير الذي يحققه، إلى جانب مواكبة التطور الجاري في هذا القطاع من خلال الانفتاح على الاستثمارات والشراكات الإستراتجية. ووقفوا في هذه السياق، على تركيز الجزائر في الوقت الراهن على تطوير وتوسيع مشاريع الطاقة المتجددة وتنويع الفرص أمام المستثمرين أصحاب التطلعات المستقبلية لتموين كبير للأسواق الخارجية، في ظل تسجيل مساحات شاسعة موجهة لمشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، في إطار مواكبة التحول العالمي للقفز إلى مرحلة إنتاج مصادر الطاقة النظيفة وطرح كميات كبيرة عبر الأسواق.
وكان المسؤول الأول في مجمع سونطراك، قد كشف أن المجمع يؤمن بمستقبل الطاقتين النفطية والغازية، مؤكدا على أهمية الاستثمار أكثر في هذا القطاع، بهدف الاستجابة إلى الطلب المتنامي المتوقع خلال العقود المقبلة.
وبدا التقرير متتبعا بشكل دقيق لمسار مجمع سونطراك، مؤكدا أن الجزائر تحاول مواكبة التكنولوجيا من خلال دمج التقنيات المتطورة على الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات والنمذجة التنبؤية بشكل متزايد في صناعة الطاقة. علما أن الجزائر من خلال مجمع سونطراك تسعى إلى تطوير الهيدروجين من أجل استغلال الطاقة الجديدة. لكن قبل ذلك يوجد حرص كبير على إعداد الدراسات المتقدمة والتحكم في التكنولوجيا.
ومن نقاط قوة الجزائر، أنها تنوع من شركائها، وتركز على تحويل التكنولوجيا وتقديم الإضافة لإطاراتها عبر التكوين المستمر. وفوق ذلك لديها زبائنها وتحظى بثقة كبيرة في عملية تمويلها، ولاشك في أن المستقبل سيكون واعدا بفضل التخطيط الجيد والرؤية الاستشرافية الدقيقة.
يذكر، أن موقع «إينيرجي كابيتال»، يعد منصة استثمارية عالمية تهتم وتسلط الضوء على قطاع الطاقة في القارة السمراء، وتسهر على إعداد وعرض تقارير حول استكشاف النفط والغاز، إلى جانب الطاقة المتجددة، بهدف تسهيل الاستثمار والتعاون الدولي مع البلدان الإفريقية.