أكدت كنفدرالية الصناعيين والمنتجين الجزائريين على ضرورة تقليص واردات الجزائر من الزيوت التي بلغت 600 مليون دولار سنويا والتوجه نحو تكيف زراعة السلجم الزيتي أو ما يعرف بـ «الكولزا» من خلال إنشاء تعاونيات متخصصة تسمح بتغطية حاجيات السوق وتضمن توفير الإنتاج الوطني من الزيت.
شدد رئيس الكنفدرالية عبد الوهاب زياني، خلال لقاء نظمه مع الفدرالية الوطنية للزراعات الواسعة بمقر الكنفدرالية بالعاصمة، الموسوم بعنوان «بحث سبل صناعة الزيت وايجاد صيغة مثالية لانجاح برنامج انتاج الزيتيات في الجزائر» زراعة الكولزا ودوار الشمس»، على ضرورة اعتماد نظام التعاونيات المتخصصة لبلوغ 45 الف هكتار من المحاصيل، خاصة وأن رهان الجزائر هو بلوغ 500 ألف هكتار من «الكولزا» في غضون أربع سنوات المقبلة.
وأوضح زياني، أن الانطلاق في هذه الإستراتيجية ابتداء من سنة 2023 يسمح بالقضاء على أزمة زيت المائدة آفاق سنة 2026، خاصة وأن الصناعيين موجودون ولديهم كميات كبيرة من الزيوت، نحتاج فقط إلى تنظيم الفلاحين في تعاونيات متخصصة للتكيف زراعة السلجم الزيتي . أشار ذات المسؤول إلى أهمية «الكولزا «سواء في إنتاج زيت المائدة، أوفي مجالات فلاحية متعددة، خاصة من حيث خصوبة التربة وتسميدها طبيعيا دون الحاجة إلى أمور أخرى، الأمر الذي يساعد على تنمية المحاصيل بشكل أفضل.
وقال المتحدث، إن المنتجين والصناعيين مستعدين لتقليص استيراد المادة الأولية لإنتاج زيت المائدة بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال زراعة الكولزا ودوار الشمس، وهذا من خلال إطلاق محطات نموذجية، حيث يتم الآن بالتنسيق مع متعامل اقتصادي ذي خبرة في المجال بوضع الرتوشات الأخيرة لإطلاق المشروع الذي يهدف إلى توفير المادة الأولية بغية تلبية الاحتياج المحلي.
أضاف زياني، أن إطلاق محطة نموذجية لتجميع محاصيل دوار الشمس والكولزا ستكون بمثابة انطلاقة حقيقية في مجال شعبة الزيتيات، يرغب من خلالها توفير المادة الخام لتحويل هذه الشعبة إلى قطب صناعي بامتياز، يسمح بتحقيق الاكتفاء الذاتي والتوجه نحو الأسواق الخارجية . بشأن اختيار موقع المشروع الذي سيرى النور قريبا، أوضح أن الاختيار وقع على الشرق الجزائري انطلاقا من مدينة قسنطينة التي تضم العديد من الصناعيين، حيث تحوي المحطة النموذجية التي ستنشأ على مستواها قريبا، مدرسة لتكوين الفلاحين، ليتم التوجه بعدها إلى منطقة الصحراء الواسعة .
من جهته، رئيس الفدرالية الوطنية للزراعات الواسعة عمر هارون، أبرز خلال اللقاء الذي جمعه بالناشطين في المجال ومنتجي زيت المائدة الغذائي، أهمية إنشاء التعاونيات الفلاحية لزراعة السلجم الزيتي، الذي يندرج ضمن الزراعات الإستراتيجية الصناعية، التي لها آفاق واعدة جدا.
وأفاد الخبير في الزراعات الواسعة، أن التعاونيات ستكون بمثابة حلقة وصل بين المنتج والمحول، لتطوير إنتاج شعبة الزيتيات،مشيرا إلى وجوب وجود ديناميكية داخلها،أي توفير عوامل للإنتاج المساعدة للفلاح من بذور وأسمدة لتطوير إنتاج «الكولزا».
تعتبر المحطة النموذجية التي سيتم إنشاؤها قريبا -يقول المتحدث – بالشراكة مع متعامل اقتصادي مهم في مجال إنتاج زيت المائدة، أول تجربة لمواصلة الأهداف المسطرة في هذا النوع من الزراعات الإستراتيجية، وهي تطوير المحصول بما يسمح بتغطية حاجيات السوق.