في سن صغيرة، تمكّنت من إنشاء مؤسستها المصغرة، وممارسة حلمها في فن الديكور، وخلال سنوات قليلة، عرفت كيف تقنع زبائنها بمنتوجها المتميز والتنافسي، بلمسة أنثوية ودراسة أكاديمية في الهندسة المعمارية.. إيمان العقون، في عمر لا يتجاوز 32 عاما، نجحت في اقتحام سوق حساسة، كانت في السابق احتكارا للرجال وحدهم، ولم تقف عند هذا الحد، وإنما صارت تفجر أفكارا ابتكارية لخدمة الاقتصاد الوطني من خلال مؤسستها، بعد إصرارها على إطلاق أرشيف رقمي للمعالم التاريخية الوطنية لتسويق الصورة الناصعة عن كنوز الجزائر التراثية والأثرية.
تنجذب المهندسة والمسيرة إيمان العقون بشغف كبير إلى الديكور والزخرفة، بل وتسهر على تغيير أوجه المنازل والمحلات التجارية والمطاعم، وكانت المرأة الوحيدة التي تمكّنت من المساهمة في إعادة ترميم ملعب 19 ماي الكائن بمدينة عنابة، ولم تتردّد إيمان العقون في تجريب هذه المغامرة وسط الرجال يمارسون مهنهم من مختلف التخصصات.
تحدثت إيمان عن خطوات اقتحامها عالم النشاط الاقتصادي، لكن، وجدناها تعتبر نفسها مازالت في بداية الطريق الطويل، علما أنه مباشرة بعد حصولها على شهادة ماستر2 في الهندسة المعمارية، خاضت معمعة التكوين في فن الديكور الداخلي والزخرفة والترميم، وهذا ما تعكف على توفير خدماته مؤسستها المصغرة التي تشغل عاملين، وتتطلّع الشابة إيمان نحو توسيع هذه المؤسسة وتوظيف العشرات من العمال، بهدف توسيع نشاطها والتواجد للعمل في مشاريع أخرى في عدة ولايات من الوطن، متشبثة بتحقيق أحلامها؛ فقد بدت مقتنعة أن المرأة الجزائرية تتمتع بمؤهلات كثيرة وما عليها سوى بالثقة.
نشاط الشابة العقون لم يكن سهلا؛ فقد بدأت باستقطاب زبائنها من دائرة معارفها، مثل الأقارب والجيران، لتخطف بعد ذلك الإعجاب والاهتمام، بتوسيع نطاق زبائنها إلى أشخاص لا تعرفهم من قبل، وخلال تجربة خمس سنوات من العمل، تعتقد أنها ستجد مكانا لها في السوق الداخلية، إذا واصلت اجتهادها وأداءها بفنيات عالية، خاصة ما تعلق بالترميم والزخرفة، وحتى بالنسبة إلى السياحة الرقمية والترويج لأعرق وأجمل المعالم التاريخية الجزائرية، وهذا المشروع تقوم به شركتها في إطار إنتاج وتوفير أرشيف رقمي سياحي لأهم ثلاثة معالم تاريخية عبر كل ولاية من الوطن، وعلى سبيل المثال، بدأت هذا المشروع من ولاية عنابة، واشتغلت على أرشيف رقمي لثالث أقدم مسجد بالجزائر، والمتمثل في مسجد «أبي مروان الشريف»، وكذلك أرشيف افتراضي من أجل المدينة الرومانية «هيبون» أي تعد أصل مدينة عنابة، مع رقمنة أرشيف كنيسة القديس أوغستين، وقالت العقون إن الأرشيف الرقمي، يسمح بالزيارة الافتراضية للمعالم التاريخية الجزائرية، وكل تسجيل رقمي تتراوح مدة مشاهدته ما بين 10 و15 دقيقة، وهذه الشابة مهتمة من أجل تعميم الزيارة الافتراضية للأرشيف على مختلف ولايات الوطن، وعلى الأقل البداية ستكون حسب تأكيدها مع 3 أهم معالم بكل ولاية، وكما تأمل هذه الشابة الموهوبة أن توسّع نطاق شركتها وخدماتها.
تركنا إيمان تواصل التخطيط والترتيب للعديد من مشاريعها وأهدافها المسطرة، لتصبح سيدة أعمال شهيرة، تتمتع بخبرة معتبرة في مجال المال والأعمال، لأنها ترى أن المرأة قادرة على المساهمة في تسريع وتيرة النمو، والقضاء على مختلف العراقيل بفضل نزاهتها وجدّيتها.