تنطلق بداية من الأسبوع المقبل، حملة وطنية واسعة لجمع جلود الأضاحي، قصد تثمينها كمدخلات أساسية في صناعات الجلود والنسيج والمساهمة في الحفاظ على البيئة.
أوضح مدير الذكاء الاقتصادي بوزارة الصناعة، مقداد عقون، في حوار لـ “واج” أن عملية جمع جلود الأضاحي، تنظم تحت شعار ” ثروة ثمينة واستغلال أمثل، دفعا للتنوع الاقتصادي”، تأتي كاستمرارية للعمليات التي تمت منذ 2018، والتي شهدت توقفا خلال 2020 و2021 نتيجة انتشار جائحة كوفيد- 19.
وأضاف المتحدث، أنه سيتم تجسيد هذه العملية بالتنسيق مع جميع الجهات الفاعلة والمؤسسات والجمعيات المهنية الناشطة ضمن مهنة الدباغة وكذا المجتمع المدني.
وأشار إلى ان أهداف الحملة تتمثل أساسا في تعزيز الحوار بين القطاعين العام والخاص واستغلال إمكانات الثروة الحيوانية وترقية شعبة الجلود، إلى جانب غرس ثقافة الاسترجاع في المجتمع والمساهمة في تحسين نظافة البيئة وتشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على الاستثمار في هذا المجال من الدباغة والمهن ذات الصلة، مما يسمح باستحداث فرص العمل والثروة.
ومع مراعاة تجربة السنوات السابقة، لاسيما فيما يتعلق بتحسين جودة القطع التي سيتم جمعها، يشرف الولاة على عملية جمع الجلود، من خلال تسهيل عمليات جمع ونقل القطع من مواقع يتم تحديدها مسبقا، حسب المسؤول.
كما يعوّل على كافة الفاعلين المعنيين بهذه العملية لضمان نجاحها وخاصة وزارتا الداخلية والشؤون الدينية من خلال منابر المساجد، إضافة إلى قطاعي البيئة والاتصال والجمعيات، مع حشد الوسائل المادية والبشرية والبنية التحتية لقطاع الصناعة وغيرها.
وتابع المسؤول: ” أننا كقطاع صناعي مستقطب لهذه المادة، نؤكد على جاهزيتنا لاستلام واستغلال الجلود التي يتم جمعها محليا، كما نجدد التزامنا بالمساهمة في توفير الفضاءات الممكن استغلالها لتخزين الجلود على مستوى المؤسسات الاقتصادية العمومية”.
تحدينا رفع معدل الجلود الصالحة للاستغلال
وذكر المسؤول ذاته إلى أن قطاع الصناعة يملك بنى تحتية مهمة تسمح بالتكفل بهذه الشعبة، مستندا إلى استقصاء أجرته مصالح وزارة الصناعة حول قدرات معالجة الجلود.
فبالنسبة لجلود الأبقار، كان حجم المعالجة السنوي أكثر من 34 ألف طن، مع معدل استخدام القدرات بنسبة 71 بالمائة، في حين بلغ حجم المعالجة السنوية لجلود الاغنام ما يقارب 4 ملايين قطعة، مع معدل استخدام القدرات بـ 60 بالمائة. أما جلود الماعز، فبلغ حجم المعالجة السنوي أكثر من 1.8 مليون قطعة، مع معدل استخدام القدرات بت 48 بالمائة.
وفيما يتعلق بتخزين الجلود، فإنه يقدر بالنسبة للأبقار بأكثر من 74 ألف قطعة جلد خام وأكثر من 500 ألف قطعة جلد معالج, فيما يقدر بأكثر من 2 مليون قطعة جلد خام وأكثر من 2.5 مليون جلد معالج بالنسبة للأغنام. اما الماعز فانه يبلغ ما يقرب من 1.2مليون قطعة جلد خام وأكثر من 2 مليون جلد معالج.
و فيما يخص معالجة الصوف، بلغ الحجم السنوي المعالج أكثر من 10 ألاف طن بمعدل استخدام قدرة 77بالمائة، حسب المسؤول الذي اشار إلى ان قدرة المعالجة الموجودة سنويا للصوف تبلغ أكثر من13 ألف طن، مع معدل استخدام ب78 بالمائة.
وبالعودة إلى حصيلة عملية جمع الجلود في 2018، التي شملت 6 ولايات، ذكر ممثل وزارة الصناعة بأنها سمحت بجمع ما يقارب 965 ألف قطعة من أصل 800 ألف قطعة جلد مستهدفة، أي بنسبة تجسيد فاقت 120 بالمائة.
أما معدل الجلود الصالحة للاستخدام فقدر بـ 20 بالمائة من الكمية المجمعة، وبلغ الصوف المسترجع أكثر من 340 طنا.
إهدار أزيد من 4 ملايين قطعة جلد سنويا
وبالنسبة لسنة 2019، أوضح عقون أنها تمت بالتعاون مع القطاعات الأخرى المتدخلة على المستوى المحلي، لكنها تميزت بجانبها الاقتصادي من خلال جمع الجلود السليمة التي تم تقطيعها ومعالجتها بشكل جيد ونقلها إلى مدابغ مجمع النسيج جيتكس خلال الأسبوع الذي تلى أيام العيد.
و مكنت هذه العملية، التي مست 6 ولايات أيضا، تتواجد بها مدابغ عامة تابعة لمجمع جيتكس, من جمع أكثر من 140 ألف وحدة قابلة للاستعمال, حسب ذات المسؤول.
وبخصوص تقييم العمليتين، أوضح أنه رغم عديد النقاط الايجابية، يبقى معدل استرجاع الجلود ذات النوعية الجيدة ضعيفا، وقصد تدارك هذا العائق، دعا ممثل وزارة الصناعة المواطنين الى اتباع خطوات بسيطة لضمان جودة قطع الجلد، تتمثل في السلخ الجيد ووضع الملح على الجلد مباشرة بعد الانتهاء ووضعه في المكان المخصص في الحي.
من جانبه، أوضح الرئيس المدير العام للشركة القابضة للنسيج والجلود ” جيتكس”، توفيق بركاني أن المجمع سخّر لانجاح العملية جميع مصانعه، المتواجدة عبر أكثر من 20 ولاية, و البالغ عددها 39 مصنعا بسعة استقبال بأكثر من 500 الف قطعة جلد الى جانب تسخير 1000عامل.
ودعا بركاني إلى اتباع الارشادات قصد الحفاظ على سلامة القطع الجلدية وتفادي تعفنها بسبب درجات الحرارة المرتفعة، متأسفا “لإهدار ازيد من 4 ملايين قطعة جلد سنويا، في الوقت الذي تفوق فيه القيمة المالية لهذه الكمية من قطع جلود الماشية كمادة خام أكثر من 500 مليون دج.