تباينت آراء مختصين حول أزمة أنبوب الغاز، منذ تأكيد الجزائر قطع الإمدادت إلى أوروبا عن طريق المغرب، ليلة الفاتح نوفمبر 2021، منهم من يقول إن الخطوة تقع في صميم القرار السيادي الجزائري، على اعتبار أنها مظهر من مظاهر تنفيذ السياسة الخارجية.
اعتبر آخرون أن الجزائر هي الخاسر من الإجراء، ويظهر المغرب أنه لن يتضرر قدر أنملة، رغم أن تقريرا أوروبيا قال إن قرار الجزائر ساهم في ارتفاع أسعار الطاقة في أوروبا، ولا يتضرر المغرب الذي يغطي الغاز الجزائري 97 بالمائة من احتياجاته، ويستخرج 10 بالمائة من الكهرباء من الغاز الجزائري، ناهيك عن مداخيله مقابل عبور الانبوب بأراضيه.
تأثير القرار على المغرب
تشير أرقام إلى حصول المغرب، على نحو مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي الجزائري، ما يمثل 97 بالمئة من الاحتياجات المغربية، ويحصل على نصفها في شكل حقوق طريق مدفوعة عينياً، والنصف الآخر يشتريه بثمن تفاضلي، وفق خبراء.
وكان الغاز الجزائري يزود محطتين للطاقة الحرارية في تهدارت (شمال المغرب) وعين بني مطهر (شرق المغرب) بما يصل إلى نحو 700 مليون متر مكعب في السنة، أي ما يعادل 10 بالمئة من احتياجاته من الكهرباء.
هل يتأثر الشريك الأوروبي؟
أكدت الجزائر أن حصة إسبانيا من الغاز الجزائري ستصل كلمة غير منقوصة عبر خط أنابيب الغاز “ميدغاز”، وقد أعلن ووزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب رفقة وزيرة التحول البيئي الإسبانية المسؤولة عن الطاقة تيريزا ريبيرا ، يوم 27 أكتوبر الماضي، أن إمدادات الغاز الجزائري إلى إسبانيا ستُضمن بخط أنابيب الغاز “ميدغاز” ومجمعات تحويل الغاز الطبيعي المسال.
ويضمن الخط البحري ضخ ثماني مليارات متر مكعب من الغاز نحو إسبانيا والبرتغال، وينتظر أن ترفع قدرته إلى 10.5 مليار متر مكعب. واقترحت الجزائر أن تزيد شحنات الغاز المسال وتنقلها بواسطة سفن.
أي دور للجزائر؟
توجد لدى الجزائر 5 خطوط أنابيب لتصدير الغاز الطبيعي: أولها “غالسي”، المتوقع بدء تشغيله العام 2022، لنقل الغاز من الجزائر إلى إيطاليا، بسعة 238 مليار قدم مكعبة سنويًا (حوالي 7 مليار متر مكعب)، وطول 534 ميلًا.
وتصدر الجزائر 280 مليار قدم مكعبة سنويا (حوالي 8 مليار متر مكعب)، إلى إسبانيا عبر خط “ميدغاز”: حاسي رمل-بني صاف- ألميريا، الذي دخل حيز العمل سنة 2011، وخط أنابيب المغرب العربي وأوروبا، الموقف عن العمل.
يضاف إلى ذلك خط الأنابيب إلى إيطاليا عبر المتوسط، مرورًا بتونس، منذ 1983 بطول 1025 ميًلا، بقدرة تصدير تبلغ 1340 مليار قدم مكعبة سنويًا (حوالي 38 مليار متر مكعب).
وخط أنابيب مقترح لنقل الغاز من نيجيريا مرورًا بالنيجر والجزائر، وصولا إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب الجزائرية حيز الخدمة، بطاقة 1059 مليار قدم مكعبة يوميًا (حوالي 29 مليار متر مكعب)، فيما يصل طوله إلى 2602 ميل.