لا ينحصر النشاط غير القانوني في سلسلة إنتاج اللحوم البيضاء على المربين وحسب، فالمذابح لا تخضع لقواعد تنظيمية، إذ ينشط 80 بالمائة منها بطريقة عشوائية .
يقدر معدلُ الإنتاج الوطني في شعبة الدواجن بـ 50 ألف كتكوت من أجداد الدواجن، إضافة إلى نحو 2 مليون كتكوت من أمهات الدواجن التي تُنتج بدورها كتاكيت توجه بعد انتهاء فترة تسمينها للمذابح ، غير أن أكثر من 70 بالمائة من منتجي ومربي هذه الشعبة، ينشطون بطرق غير قانونية، من اقتناء الكتاكيت إلى اقتناء الأغذية والأدوية.
ولا ينحصر النشاط غير القانوني في سلسلة إنتاج اللحوم البيضاء على المربين وحسب، فالمذابح هي الأخرى لا تخضع لقواعد تنظيمية، إذ ينشط نحو 80 بالمائة منها بطرق عشوائية تنعدم فيها أحياناً أدنى الشروط الصحية الضامنة لصحة المستهلك.
ويرى المدير العام السابق لمجمع تربية الدواجن غرب والخبير في شعبة الدواجن لعلى بوخالفة أن الشعبة تواجه نفس الأزمات منذ نحو ثلاثة عقود، تارة يكون فيها المربي هو الضحية و تارة أخرى المستهلك، موضحاً أن ما تعرفه أسعار اللحوم البيضاء من ارتفاع أو انخفاض مرتبط بمعدلات إنتاج واستيراد أمهات الدواجن.
وهو ما يؤكده الرئيس المدير العام للديوان الوطني لتغذية الأنعام وتربية الدواجن محمد بطراوي في عرض لحاجيات السوق الوطنية والمتمثلة في 5 ملاين كتكوت من أمهات الدواجن سنوياً، منها 2 مليون تُنتجُ محلياً، في حين يتم استيراد ما بين 2.5 مليون إلى 3 ملايين كتكوت من الخارج من أجل توفير حاجيات السوق الوطنية المقدرة بـ 650 ألف طن من اللحوم البيضاء سنوياً.
وبالرغم من أن إمكانيات الجزائر الإنتاجية قد تصل مليون طن من اللحوم البيضاء سنوياً، لكن حاجيات السوق تملي على المنتجين الالتزام بهذا المعدل.
وتعد الجزائر -حسب الخبير بوخالفة- من الدول القليلة في إفريقيا التي طورت إنتاج صنفين من سلالة أجداد الدواجن الأمريكية في ولاياتي الجلفة وتلمسان
ودعا الخبير الجهات الوصية لدعم الراغبين في تطوير الشعبة وتربية سلالات جديدة لتلبية طلبيات السوق المقدرة بـ 5 ملايين كتكوت من أمهات الدواجن والقضاء نهائياً على الاستيراد.
ونعني بأجداد الدواجن السلالات التي تنتج أمهات الدواجن، بينما تنتج الأمهات كتاكيت توجه للاستهلاك في شكل حوم بيضاء أو لإنتاج بيض المائدة. وتنتج جدة الدواجن 45 أما، بينما تنتج الأم 120 كتكوت
5 ملايين طن من الذرة الصويا تستورد سنوياً
قال الرئيس المدير العام للديوان الوطني لتغذية الأنعام وتربية الدواجن محمد بطراوي للشعب الاقتصادي ان ”ارتفاع أسعار الأعلاف مرتبط أساسا بمادتي الذرة الصفراء والصويا، اللتان تضاعفت أسعارهما في البورصات العالمية بين شهر جوان 2020 و آفريل 2021.
وقفز سعر الذرة من 165 دولار إلى 279 دولار للقنطار الواحد، أما الصويا فسجلت أسعارها هي الأخرى أرقاماً قياسية، فقد ارتفعت من 350 دولار إلى 590 دولار للقنطار”.
وتستورد الجزائر سنوياً حسب بطراوي 4 ملايين طن من الذرة الصفاء و1.2 مليون طن من الصويا، ما يكلف الخزينة العمومية 1.2 مليار دولاراً كل سنة، مع العلم أن الذرة معفية من الضريبة على القيمة المضافة.
ويضيف محدثنا أن الارتفاع الجنوني لمادتي الذرة والصويا راجع إلى الأزمة الصحية العالمية وغلاء الأعلاف في السوق الدولية، ما دفعها ببعض البلدان كالصين لشراء نحو 61 بالمائة من انتاج الذرو والصويا العالمي بهدف تخزينه كاحتياط استراتيجي، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على أسعار اللحوم البيضاء وأسعار البيض في السوق الوطنية.
نحو تقليص فاتورة الاستيراد إلى 50 % آفاق 2024
تهدف الحكومة لتقليص فاتورة استيراد المواد الأساسية للأعلاف إلى نسبة 50 بالمائة، بإعدادها لورقة طريق تسعى من خلالها لإيجاد بدائل لهذه المواد المستوردة، والبداية كانت ببعث زراعة الذرة الصفراء في الجنوب، وقد خصص لهذا البرنامج 79 هكتار سنة 2019 ، فيما تضاعفت المساحات المزروعة المخصصة لهذه المادة 11 مرة في سنتي 2020 و2021 لتصل إلى 8900 هكتار بعد إمضاء الديوان الوطني لتغذية الأنعام و تربية الدواجن لاتفاقيات مع الفلاحين من أجل اقتناء محاصيلهم مع منحهم دعماً مالياً من طرف الدولة يقدر بـ 2000 دج للقناطر الواحد، وبهذا يقتني الديوان القنطار بسعر 4500 دج.
وتهدف خطة الحكومة حسب محمد بطراوي الرئيس المدير العام للديوان الوطني لتغذية الأنعام و تربية الدواجن إلى الرفع من حجم المساحات الزراعية المخصصة للذرة الصفراء لتصل إلى 50 ألف هكتار آفاق 2024، في حين شُرع في زراعة نبتة الكوزا (السورجم) لتكون بديلاً لمادة الصويا، على أن يخصص 80 بالمائة من محصولها لصناعة الأعلاف و 20 بالمائة يحول لإنتاج الزيوت.